
لقد استطاع الإنسان أن يحقق الآمال ، وذلك أن الأبطال لم يصلوا إلى ماوصلوا إليه إلابعد كفاح ونضال.
وهذا ما يظهر لنا في مسيرة الملك عبد العزيز – رحمه الله- في توحيد الجزيرة وتأسيس المملكة العربية السعودية تحت راية الوحدة والترابط في ظل منهج الكتاب والسنة، فهدا الإنتصار جاء بعد ثبات وإيمان على أن النصر مع تقديم النفس والنفيس.
وجاء أولاده الأوفياء من بعده، وعلى دربه ساروا من خدمة الدين والوطن وفق رؤية المحبة والصدق ، فشهد الناس بذلك ، مواطن ومقيم وزائر كلهم يرون التحول السريع للمملكة إلى مملكة الحضارة وخدمة الإنسانية ، توسعت دائرتها إقليمية ودولية وإسلامية ، ذلك بفضل الله ثم بجهود القيادة الرشيدة في كل عهد من عهودها الزاهرة إلى عهد ولي عهدها ، وقائد مسيرتها، ورائد نهضتها، من جمع بين الحزم والفكرة ، إنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله- الذي قاد قافلة الإصلاح ومحاربة الفساد وتثبيت الاستقرار في أرض الحرمين حاملًا راية التجديد والانفتاح أمام العالم دون تغيير الثوابت والعادات .
وكل ذلك مما كان سببا في رسم معالم رؤية ٣٠ لتحقيق النمو والإزدهار لينتفع المواطن والمقيم والزائر.
وفي إصلاحاته تعيش السعودية نهضة يشهدها القاصي والداني ، وذلك من خلال متابعة سموه الكريم مجريات الأمور بتفاصيلها ليطمئن قلبه على ذلك. ونجد المشاريع المتعددة التي تؤكد دوره في تطوير المملكة نحو التقدم والإزدهار في جميع القطاعات ، جامعات بمختلف التخصصات لينهل الناشئ من ينابيعها من أعلى المستويات ، ومما يقدم ثقة قوية للمواطن نحو حركة التنمية الإهتمام بالجانب الإستثماري والذي يُعتبر من مقدمة رؤية ٣٠ فالمدن السياحية التي في القريب العاجل تستجلب الزائر ليرى ماتعيشه المملكة حاليا من نمو وازدهار ومقارنة بالماضي كل ذلك وفق منظور استراتيجي من لدن القيادة الرشيدة ، وفي الإهتمام بالعمل الإسلامي يقف العمل في خدمة الحرمين الشريفين خدمة جليلة من توسعة ونظافة وحماية مما جعل لقب خدمة الحرمين حقا للقيادة الرشيدة ، ولا يبقى الأمر للحرمين فقط بل الوصول إليهما ، حيث بدأ تحرك القطار السريع من المدينة المنورة إلى جدة تسهيلا لراحة المعتمر والحاج والزائر ، وكان قبل ذلك القطار الذي يخدم بين مكة والمشاعر المقدسة أيام الحج ،هذا من حيث الداخل .
أما من الخارج فاستطاع أن يقدم صورة واضحة للمملكة العربية السعودية أمام المجتمع الدولي من خلال منابر المجتمع ، والزيارات العالمية على مستويات القارات سواء الزيارات الأمريكية والأوربية والآسيوية التي قام بها خلال العامين الماضيين كلها في تقريب السعودية بمنهجها الواضح وسياستها البينة أمام العالم .
كل هذه الأمور التي تم إنجازها منشؤها الفكر السليم ، ذو الإرادة القوية النابعة من حب المواطن والمقيم والزائر لتقديم الخير له من لدن القيادة الرشيدة .
ومن الحزم : لم يكن ولي العهد الامير محمد بن سلمان -حفظهما الله-يوما بعيدا عن المجتمع الدولي بكل قضاياه وقرارته ، بل اتخذ موقف الدعم والتأييد لما يحقق السلام العالمي للعيش المشترك بين الشعوب والأمم.
اتخذ الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- قضية الإرهاب في محاربتها مع العالم دون هوادة ، لأنها تفتك المجتمع ، وتهلك الحرث والنسل ، وإن كان المجتمع يُندِّدُويُجْرِمُ قضية الإرهاب والتطرف ، فإن محمد بن سلمان – حفظهما الله – أثبت المحاربة بالفكر حيث مركز الحرب الفكرية لم يتم تأسيسه إلا لمحاربة الإرهاب من خلال العلم وتشجيعه ، واختار – حفظه الله – ذوي الخبرة و الكفاءة في التوجيه والإرشاد ومعالجة المشكلات الاجتماعية والثقافية بالحكمة والدراية أن يقودوا المركز الذي هو صار الآن من أكبر مراكز العالم في محاربة التطرف والارهاب قولًا وعملا.
واستطاع – حفظه الله- من خلال الحزم إتخاذ موقف علني شجاعي أمام الإرهاب ، بالدعوة إلى التحالف الإسلامي عسكريا للوقوف ضد الإرهاب ، الإرهاب الحوثي في اليمن والذي أدى إلى اخراج الشرعية فيها ، فحفظه الله قاد عاصفة الحزم ليُرْدِعَ المعتدين الآثمين الحوثيين ، المدعومين من النظام الصفوي الإرهابي .
فالتحالف إنما تم تشكيله تلبية لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- ، والذي هو يقود أعظم بقعة على وجه الارض .
فالمملكة العربية السعودية رؤيتها واضحة في داخلها وخارجها تحت ظل الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان .
بقلم الشيخ : نورالدين محمد طويل
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بدرانسي شمال باريس في فرنسا