الأمين العام للمجلس الاسلامي العربي اللبناني السيد محمد علي الحسيني في حوار مع “الرياض اليوم”

ايران لاتزال تفرض سيطرتها علي المفاصل اللبنانية
نرفض تقسيم الدول العربية.. وتقسيم اليمن إنتصارا لنظام إيران
سوريا أصبح موقفها صعب والدول الكبري تسعي لتقسيمها.
حوار/ سامي العثمان
شهدت إيران في الأونه الأخيرة, إنتفاضة جديدة الهدف منها تغير الموقف من النظام الإيراني في الوقت الحالي، خاصة بعد أن مر 4 سنوات والشعب الإيراني يعاني الفقر والجوع والبطالة، ويعاني القمع وإرهاب السلطة، ويعاني الفساد المتفشي في أجهزة الحكم والأمن وفي قيادات الجيش، ويأخذه حكم الملالي من أزمات داخل الدولة وحروب مع جيرانها لسنوات طويلة، إلى أزمات وحروب في دول أخرى, هذا بالإضافة إلي أن النظام الإيراني “ينفق المليارات على ميليشيات وعصابات إرهابية مسلحة تعيث خراباً ودماراً وقتلاً ونهباً، في اليمن وسوريا ولبنان وغيرها، وانتظر الشعب الإيراني الفرج بعد الاتفاق النووي الدولي ورفع العقوبات، لكنه فوجئ بالمزيد من الأزمات تلوي الأخري, إلي أن نفذ صبر الشعب الإيراني, ولم يعد بالفعل يتحمل أخطاء النظام الفاشي الذي بدا في السقوط بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية بالبلاد.
لذلك حرصت صحيفة “الرياض اليوم” محاورة السيد محمد علي الحسيني, الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي, للكشف عن بعض الحقائق التي تدور داخل إيران وسوريا.
وجاء الحوار كالتالي:
** بعد الانتفاضة التي تشهدها ايران الى اين يذهب المشهد في رأيكم ؟
* تتوالى الانتفاضات في ايران لان الشعب الايراني ضاق ذرعا بنظام ينفق مليارات الدولارات على غزواته الخارجية ، عدا عن المال المسروق والمنهوب والذي يذهب الى كبار النظام ، في وقت يجوع الايرانيون وتمتهن كراماتهم من اجل تامين حياة كريمة .
الجديد في الانتفاضة الاخيرة انها ذهبت مباشرة الى الراس الكبير مصدر كل الشرور اي الولي الفقيه ، ولم تعد المشكلة مع النظام السياسي ، فروحاني نفسه تبرأ من منظومة الخامنئي والحرس الثوري ، واعتبر ان للشعب مطالب محقة .
هذا التطور بالغ الاهمية لانه ينزع الطابع الشرعي والديني عن النظام وهذا يشكل مقدمة حقيقية للتغيير في ايران ، والمسألة صارت واضحة للجميع والمعادلة باتت ايضا واضحة وهي شعب ضد نظام فاسد ومغامر .
بعد اعفاء تيلرسون وزير خارجية امريكا هل تتوقعون تغير في
**السياسة الامريكية خاصة فيما يتعلق بايران والملف الخليجي ؟
- في الاجمال لا تتغير السياسية الاميركية مع تغيير وزير وانما مع تغيير الادارة ككل ، ولكن ما لفتنا في اعلان اسباب الاقالة ان تيلرسون لم ينفذ ما طلب منه رئيسه ترامب في موضوع ايران ، وكلنا يذكر الوعود الانتخابية للمرشح ترامب وخصوصا بشان عدم التساهل مع طهران ووضع استراتجية جديدة تجاه التغلغل الايراني في المحيط الاقليمي .
لذلك نعتقد ونتمنى ان يطبق وزير الخارجية الجديد السياسة الاميركية الموعودة لانها ستصب حتما في خدمة العرب الذين يخوضون معركة الدفاع عن الامن القومي العربي ضد الاختراقات الفارسية, ولاتزال ايران تفرض سيطرتها كاملة على المفاصل اللبنانية لاسيما
** ان القرار الحكومي لاتزال ايران تملك اوراقه كيف ترون ذلكً؟
- للاسف نعم ، وقد تباهى نصرالله بالامس وتبجح ان مشروع ولاية الفقيه نجح في لبنان فقط . وبالفعل فان حزب الله يمسك بمفاصل القرار اللبناني عموما وليس الحكومي فقط . والمسألة معقدة جدا ويمكن تلخيصها بان حزب الله تحول بدعم ايراني مفتوح الى اكبر حزب مسلح في لبنان ويمتلك مؤسسات ضخمة تضخ المساعدات لعشرات الاف الناس ، كما ان قوته العسكرية باتت اضعافا مضاعفة من قوى كل الؤسسات العسكرية والامنية الرسمية، وفي المقابل لا تملك الاحزاب الاخرى هذه الامكانات ، وقد حاولت اطراف سياسية مقارعة الحزب وفشلت لانه كان في كل مرة يدفع البلاد الى حافة الحرب الاهلية حيث لا يوجد من يقدر على مواجهته عسكريا .
يبقى الحل ان مواجهة حزب الله لا تتم الا من داخل بيئته الشيعية بتأمين بديل شيعي عربي ملتزم بالسياسة العربية عموما ، ورافض للنهج الايراني ، ولاستبباع شيعة لبنان الى نظام الولي الفقيه . هذا البديل موجود وهو المجلس الاسلامي العربي الذي اساسناه منذ سنوات بعيدة ولكنه يحتاج الدعم السياسي والمالي ليقوى .
**بعد ان عثى الحوثي والإصلاح في اليمن الشمالي ومحاولة نقل الفوضى الخلاقة للجنوب اليمني كيف ترون مطالبة اهل الجنوب بفك الارتباط باليمن الشمالي لاسيما إنهما كانا دولتين منفصلتين سابقا وقبل وحدة المخلوع صالح؟
- بالتأكيد نحن نرفض انفصال الجنوب عن الشمال اليمني ، كما نرفض تقسيم اي دولة عربية ، لقد كان التقسيم السابق حالة شاذة نتجت عن تداعيات الحرب الباردة على منطقتنا .
ان تقسيم اليمن مجددا سيشكل انتصارا للمشروع الايراني التفتيفي وللانقلاب الذي نفذه الحوثيون وهزيمة للمشروع العربي ، ونحن نعتقد بالعكس انه بالامكان هزيمة المشروع الفارسي اذا استمر زخم عاصفة الحزم ، ووحدة التحالف العربي.
يبدو ان الشيعة العرب بدأوا يتفهمون مدى عرقية وعنصرية ملالي ايران كيف تستطيعون انتم ان تضعوا خارطة طريق حديده للشيعة العرب الذين يعتبرون مكون هام في الجسد العربي ؟ وتخليصهم من خداع ملالي ايران ؟
لدينا خارطة طريق تبدأ بجعل البديل العربي اي المجلس الاسلامي العربي الذي نترأسه قوة فاعلة على المستوى اللبناني ومؤثرة على المستوى العربي.
هذا المجلس يعمل منذ سنوات على مقارعة بدعة ولاية الفقيه ، وهو اليوم امام فرصة تاريخية لحصد ما زرع لان هذه البلدعة سقطت في قلب ايران ، كما ان الحروب التي اشعلها الحرس الثوري في بلداننا العربية اثخنت الجسد العربي والشيعي خصوصا ، لانهم جعلوا من بعض شيعة العرب وقودا لها ، وخير مثال على ذلك ما اصاب الطائفية الشيعية اللبنانية من الالام نتيجة تورط حزب الله في الحرب السورية .
**سوريا والغوطة وماتشهده من ارهاب بوتين والاسد وابادتهم للشعب السوري جَهْارا نهارا امام العالم كيف ترون ذلك؟
- لقد دخلت سوريا منعطفا خطيرا بحيث تعمل الدول الكبرى على تقسيمها واقعيا ليتم بعد ذلك تكريس التقسيم قانونيا ، ومعركة الغوطة الشرقية هي اخر فصول بسط سلطة النظام على منطقتي الساحل والوسط مع ما يعنيه هذا من فرز ديموغرافي مذهبي ، ليترك الشمال مدار نزاع اقليمي لا نعرف كسيف سينتهي .
المخزي في معركة الغوطة هو سكوت المجتمع الدولي على المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين ، وعدم فرض قرار الهدنة الانسانية لمدة شهر بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة ، فظل حبرا على ورق ، ولا شك ان روسيا وايران تتحملان المسؤولية الاولى عن ذلك ، فنظام الاسد متهالك وساقط لولا دعم هذين البلدين له .
** هل يمكن القول ان العرب أتفقوا على ان لا يتفقوا امام مانشهده من تقاعسهم وفشلهم في العديد من الملفات ؟
* نعم هذا هو واقع الحال ، على الرغم من ان المملكة العربية السعودية عملت على توحيد الصف العربي ونجحت في اليمن ،وفي ملفات اخرى ، ولكن الازمات الجانبية جاءت لتشوش على هذا المسعى ، والمطلوب الاصطفاف جميعا خلف القيادة السعودية لاننا نملك فرصة مواجهة كل الخروقات الايرانية وكل التدخلات الاجنبية اذا وحدنا صفوفنا .